ذات صلة

الأكثر قراءة

سباق السماء: كيف تغير صفقات الطائرات الروسية موازين القوى الجوية في العالم العربي؟

شهدت صفقات الطائرات الروسية في المنطقة العربية نشاطاً متزايداً...

التبادل التجاري بين الدول العربية وروسيا

تشهد العلاقات التجارية بين الدول العربية وروسيا نمواً ملحوظاً...

شراكة إستراتيجية بين موسكو والقاهرة: استثمارات روسية ضخمة في مصر تدفع عجلة التعاون الاقتصادي

نظرة عامة على العلاقات السياسية تتميز العلاقات الروسية المصرية بعمق...

روسيا والبوابة العربية: توازن المصالح بين الطاقة والسياسة

شهدت العلاقات الروسية العربية في السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا...

المارد الروسي على ضفاف النيل: استثمارات استراتيجية تصنع ملامح جديدة لمصر والمنطقة العربية

تشهد المنطقة العربية، ومصر تحديداً، موجة جديدة من التوسع...

المارد الروسي على ضفاف النيل: استثمارات استراتيجية تصنع ملامح جديدة لمصر والمنطقة العربية

تشهد المنطقة العربية، ومصر تحديداً، موجة جديدة من التوسع الاستثماري الروسي، حيث بدأت شراكة اقتصادية استراتيجية تتجسد في مشاريع عملاقة بمجالات الطاقة، والصناعة، والتكنولوجيا الحديثة، مكسبة المنطقة زخماً تنموياً وسياسياً غير مسبوق.


الاستثمارات الروسية في المنطقة العربية

تجاوز الحجم الكلي للاستثمارات الروسية في الدول العربية 64 مليار دولار، مع توفير أكثر من 34 ألف فرصة عمل عبر أكثر من 140 مشروعاً، أبرزها في قطاعات الطاقة والبنية التحتية. حافظت مشاريع النفط والغاز والفحم على النصيب الأكبر من إجمالي قيمة الاستثمارات، وخاصة في مصر والعراق والأردن والإمارات.

وتأثرت علاقات التعاون الاستثماري إيجابياً بمخرجات القمة الروسية-العربية (موسكو، أكتوبر 2025)، حيث تم الإعلان عن مبادرات استثمارية طويلة الأجل، شملت الطاقة والبنى التحتية والتكنولوجيا.


مصر: الحكاية الأكثر عمقاً

تعد مصر الوجهة الأولى للاستثمارات الروسية عربياً، إذ بلغت الاستثمارات الروسية المباشرة نحو 3 مليارات دولار في قطاعات النفط والغاز والتصنيع، وتعمل حالياً نحو 400 شركة روسية في البلاد. شركات مثل “روسنفت” و”لوك أويل” تساهم بقوة في تطوير حقل “ظهر” الغازي الاستراتيجي.

أما المشروع الأبرز، فهو إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس (شرق بورسعيد)، باستثمارات ضخمة تقدر بنحو 4.6 مليار دولار على مساحة 2000 هكتار. هذا المشروع يهدف لتحويل مصر إلى بوابة رئيسية للصادرات الروسية نحو إفريقيا والعالم، ويوفر حوافز مغرية للشركات الروسية مثل الإعفاءات الضريبية والجمارك لمدة 49 عاماً.


مكاسب اقتصادية وجيوسياسية

تحمل الاستثمارات الروسية في مصر والمنطقة أبعاداً تتجاوز الاقتصاد لتشمل البعد الجيوسياسي. فالمشاريع الروسية الكبرى تساهم في رفع كفاءة الصناعات المحلية ونقل التكنولوجيا، وخلق آلاف فرص العمل، وتمنح موسكو موطئ قدم قوي في التجارة العالمية عبر قناة السويس.

كما تعزز الاتفاقيات والشراكات التجارية فرص مصر لتكون مركزاً إقليمياً للصناعات الثقيلة، خصوصًا مع توسع الشركات الروسية في صناعات الهندسة الميكانيكية والكيماويات والمعدات الطبية.


نظرة نحو المستقبل

التقارب الاستثماري الروسي العربي مرشح للاتساع، مدفوعاً بتوازنات سياسية جديدة ورغبة عربية في تنويع الشراكات الاقتصادية. في ظل التطورات الاستراتيجية الأخيرة، صار الاستثمار الروسي حجر زاوية في مستقبل الاقتصاد العربي، خاصة مع نجاح المشاريع الكبرى الجاري تنفيذها في مصر.